اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 321
البيت من يتطوّع بالعمل فى الصدقات بدون مقابل فليس ما يمنع من تأميره عليها، وحسبه سهمه من بيت مال المسلمين، والله أعلم.
أما من غير أهل البيت فليس ما يمنع من أخذهم العمالة، روى أحمد والشيخان عن بسر بن سعيد أن ابن السعدى المالكى قال: استعملنى عمر على الصدقة، فلما فرغت منها وأديتها إليه، وأمر لى بعمالة فقلت: إنما عملت لله. فقال: خذ ما أعطيت فإنى عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملنى فقلت مثل قولك، فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدّق" [1] والظاهر من هذه الآثار كلها قصر المعنى على الجباة، ولكن عموم اللفظ يستغرق من عداهم من المحاسبين والمشرفين على التوزيع، فهم يدخلون فى العاملين عليها بهذا العموم، والله أعلم بالصواب.
[4 - المؤلفة قلوبهم وأصنافهم]
(وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ): وهم الصنف الرابع من مصارف الصدقة وقد ذكر الفقهاء لهم أنواعا منها:
الأول: رؤساء المسلمين الذين يرجى بإعطائهم دخول غيرهم من نظرائهم من الكفار فى الإسلام، كما أعطى أبو بكر رضي الله عنه عدى بن حاتم والزبرقان بن بدر مع حسن إسلامهما يتألف بذلك قلوب أمثالهما من رؤساء القبائل والعشائر الذين كانوا يظنون أن دخولهم فى الإسلام سيؤدى بهم إلى الفاقة والفقر.
والثانى: رؤساء مطاعون فى قومهم يرجى بإعطائهم تقوية صلتهم بالجماعة الإسلامية، ومناصحتهم فى الجهاد لإعزازها وتقوية وحدتها، كبعض الطلقاء من أهل مكة الذين أغدق عليهم النبىّ صلى الله عليه وسلم من غنائم هوازن فى حنين.
والثالث: المعرضون للفتنة من أهل الإسلام المجاورين لأهل الكفر، ويرجى بإعطائهم حمايتهم من فتنة المال والوقوع فى مغريات الأعداء ورشاويهم وهداياهم، ليتّخذوا منها ذرائع لاحتلال أرض الإسلام وبسط سلطانهم عليها والدخول فى حمايتهم ورعايتهم. [1] رواه أحمد (1/ 52) والبخارى (7164) ومسلم (1045) والنسائى فى" المجتبى" (2604) و (2605) وفى" الكبرى" (2385) وأبو داود (1647) و (2944) وابن حبان (3405) والبيهقى فى" السنن" (10/ 39، 103) وابن خزيمة (2364) عن عبد الله بن السّعدى رضي الله عنه.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 321